Sunday, June 3, 2007

الله علي قضائك يا مصر


لا أستطيع أنكر الفرحة التي غمرتني عندما علمت بخبر حكم المحكمة الإدارية التي قضت ببطلان قرار رئيس الجمهورية بتحويل المدنين إلي محاكمة عسكرية والذي صدر بخصوص قيادات جماعة الأخوان المسلمين المحولين إلي القضاء العسكري بناءا علي قرار رئيس الجمهورية وذلك لأن هذا القرار كان له أبعاد من الأهمية بمكانة تعلو عن كونه حكما صادرا لمجموعة بعينها ومن أهم أبعاد هذا الحكم أن القضاء المصري اثبت للجميع أنة في أعلي عليين وأنة يتدخل في الوقت المناسب لإعادة الأمور لنصابها كما أنه بعيد كل البعد عن قبضة النظام الذي حاول خلال المرحلة الماضية اغتياله و النيل من هذه القلعة المصرية الشامخة التي تعد الملاذ والركن الشديد لهذا الشعب الذي عرف كل معاني القهر والاستبداد في ضل النظام الحاكم .
كما يعد هذا الحكم بمثابة بشائر النصر للمناضلين في درب الحريات وحقوق الإنسان و للحركة الوطنية سواء كان لونها إسلامي أو يساري مما يعطي لهؤلاء الضوء الأخضر لاستكمال مشوار النضال .
كما نجد أن هذا الحكم خرج في مجملة عن كل ما توقعه المحللون بل وأصحاب القضية أنفسهم من الإخوان فكل من عاش أحداث التصعيد من قبل النظام ضد الجماعة والتي وصلت إلي حد اتهامهم بتهمة لم تلصق بأي تيار سياسي من ذي قبل وهي تهمة غسيل الأموال (علي نمط عصابات المافيا ) حيث توقع الجميع أن المحكمة ستقر قرار رئيس الجمهورية ولكن جاء الحكم ليعيد للإنسان المصري كرامته وحريته المسلوبة .
أن أقرار الحكم بالطعن علي قرار رئيس الجمهورية يعد عالمة فارقة في تاريخ الوطن فهي المرة الأولي الذي يصدر حكم يضع القضاء المصري في مواجهة شرسة مع النظام ورأسه مما يجعلنا نتوقع أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا كبيرا و معركة شديدة الوطيس بين النظام والقضاء وبالطبع يحتم ذلك علي كل المصريين الالتحام بكل قوة مع القضاة ومناصرة قضاياهم العادلة.
كما يعد الحكم رسالة صريحة لرئيس الجمهورية بأن من أشار عليه بتحويل المدنيين إلي محاكمة عسكرية كانوا غير أمناء خاصة وأن القضية تتعلق بمجموعه من الوطنين المدنيين الشرفاء الذين يحملون بين ثنايا صدورهم عشقا لهذا الوطن فمهما اختلفت القوى السياسية حول فكر الأخوان لم ينكر عليهم أحد وطنيتهم .
لقد اظهر الحكم أن الكلمات التي يطلقها أصحاب القرار (مثل أن الأخوان خطر علي الأمن القومي ) كلمات متسرعة و منافية للواقع الذي نعيشه وألا كانت المحاكم المدنية أدانتهم كما أن علي النظام وجهابذته أن يفيقوا من شهوة السلطة والسلطان وأن يرضخوا للموجة الإصلاحية التي يتبناها كل المصريين بمختلف ألوانهم السياسية من أقصي اليمين لأقصي اليسار ولا يقف في وجهها إلا أصحاب المصالح والمفسدين وان يتيقنوا أن الخطر الحقيقي علي الأمن القومي يكمن في حالة الشتات التي يعيشها الوطن والمحاربة التي لا هوادة فيها علي كل ما هو أصلاحي .
إن الحكم الصادر ببطلان تحويل المدنيين إلي محاكمات عسكرية دليل واضح علي أن المستقبل للإصلاحيين والوطنيين الشرفاء بأطيافهم السياسية المتنوعة الذين تحملوا عناء السجن والإقصاء وإرهاب السلطة وأنة أمل يشرق في سماء الوطن فهنيئا لمصر بقضائها العادل وهنيئا للوطنين ببشريات النصر

بقلم هاني صلاح الدين
صحفي مصري

No comments: