Sunday, June 3, 2007

سارة ابنتي وبوش الشرير




من أعظم النعم التى يمن بها الله عل عبيده, الذرية الصالحة, وبالأخص إن كانت من البنات؛ فهم البسمة الجميلة فى المنزل؛ ومفاتيح أبواب الرزق؛ ورسل دخول الجنة فها هو نبينا الكريم محمد - صلى الله علية وسلم - يبشر من يحسن تربيتهن بالجنة فيقول (ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار) وقد من الله علي بسرة قلبي ابنتى سارة, التي تملأ بيتي بهجة وفرحة, بل تملأ نفسى بنشوة عندما تستجيب للأذان بسرعة الظبية ذات الرشاقة الإيمانية. ولكن منذ احتلال أمريكا للعراق, وتصاعد الإجرام الصهيونى على الأراضى المقدسة, ومع تناقل وسائل الإعلام القطات التى تغرق المشاهديين فى بحر من الدماء, تحولت سارة بنت السنوات التسع - التى أدمنت متابعة النشرات والبرامج التى تثير قضايا المسلمين بالفضائيات المختلفة (رغم محاولاتنا المستمرة لصرفها عن ذلك)- من طفلة تسبح في براءة طفولتها إلى شيخ كبير يحمل هما يكسر ظهره فقد انصب اهتمام بنت التسع سنوات وتفكيرها على معايشة هموم المسلمين فى العالم بل حاصرتني بسيل من الأسئلة التى يعجز أمامها فكرى ولسانى عن الإجابة عن بعضها واسمح لي قارئي العزيز أن أضع بعض هذه الأسئلة بين يديك بعذريتها الفكرية وبراءة طفولتها ومنها:

بابا ليه المسلمين بس اللي فى العالم اللى بيحصلهم كدة؟
بابا أنا متاكدة إننا على حق وإن الإسلام دين عظيم واحنا مسلمين طيب ليه مابنتجمعش ونبقى قوة واحدة؟
بابا أنا عاوزة أكبر بسرعة عشان أنا حاسة إن مفيش حد من الكبار قلبه على المسلمين اللى بيموتوا كل يوم يمكن أعمل حاجة لما أكبر؟
بابا أنا عارفة إن الكراهية شيء وحش لكن أنا بكره المجرم الشرير بوش اللى بيقتل إخواتى الصغيرين فى العراق وشارون واللى بعده اللى بيقتلوا الأطفال فى فلسطين يا ترى يابابا اللى بيحكمونا بيكرهوهم زى كدة؟
بس أنا بشوفهم بيقابلوهم وبيضحكوا معاهم
هم ما بيشوفوش اللى بيعملوه فى المسلمين؟
بابا هو ممكن بوش يعرف اللي أنا بقوله دة وييجى يقتلن زي مابيقتل أطفال العراق؟ مانا بسمع حضرتك بتقول إنهم عندهم أجهزة متقدمة؟
أنا مش هخاف منه زي اللى بيقابلوه وبيضحكوا له ولما آجي أنام هحط السكينة تحت راسي صحيح يا بابا لو موِّتُّه يبقى حرام؟
بس أظن إنى لو موِّتُّه أكون خدت تار إخواتي فى العراق وفلسطين؟

بابا فى مصيبة شفتها فى التلفزيون لقيت مسلمين بيقتلوا مسلمين زيهم والمذيع بيقول إن السبب إنهم فريقين سنة وشيعة هم كلهم مش مسلمين يا بابا؟
وكمان في فلسطين بعد ماكانوا بيثأروا لينا من اليهود بقوا بيضربوا بعض هو إيه اللي بيحصل؟
أنا مش فاهمة حاجة هو إحنا هنحارب بوش واليهود ولا هنحارب بعضينا؟
بابا أنا تعبت ومش عارفة أعمل إيه؟
كنت أتمنى إنى أكون فى الزمن اللى حكت لنا عليه مدرستي اللى حكم فيه المسلمين العالم وساد فيه الخير والعدل والسلام على كل الناس مش المسلمين بس إمتى يرجع دة يا بابا؟
أنا خايفة قوى من بكرة يا بابا يا ترى هيحصل لينا فيه إيه؟
وأمام هذا السيل من الأسئلة وجدتنى أجيبها بكلمات مكتومة داخلي لم يسمعها أحد
معذرة يا سارة فالكل ملوث بواقع سيطر علية الأشرار بل الكل مهان
معذرة يا سرة قلبى قد مضى عهد الأحرار مضى عهد الزمن الجميل
والأمة فى أنتظار همة الرجال
يا سارة قد قطعت أوصالى بسهام أسئلتك القاتلة لا تخشي يا صغيرتى إنها حلكة الليل الظليم التى سيعقبها فجر ونهار وشمس للحق بازغة تمحو أثار العار.
لا تخشي يا صغيرتي على غد فالغد لنا وغدا سيندحر الأشرار
فلكل جواد كبوة وكبوتنا غدا تنهار
لا تخشي يا بنيتي فبأيدينا وأيديكم تنكشف الغمة ويرفع الستار

بقلم هانى صلاح الدين
رئيس تحرير موقع أسرتى

No comments: