Monday, June 4, 2007

شباب (الچل) وفتيات (البدي ) صنيعة من؟


الروشنة وتتبع أحدث خطوط الموضة وتعرية الخفي وإظهار المستخبي عن طريق ارتداء البديهات والبنطلونات المحزقة والملزقة وچلچلة الشعر

(للشباب الأمور الذي أصبح من الصعب أن تفرق بينه وبين الفتيات) وطحن المتاح من المتع والتنفيض لنصائح وحكم الكبار والانغماس في الحوارات المحرمة مع الجنس اللطيف والغرق فى بحر النظرات واللمسات الساخنة والزواج العرفى سواء كان بالكاسيت أو بالدم أو حتى مكتوب على ورقة صغيرة على شكل قلب وقائمة كبيرة أخرى من هذه المصائب والألفاظ لا يستطيع مثلى إحصاءها (التي لو سمعها أسلافنا لأصابهم فى الحال صاعقة الموت) تحولت كلها بقدرة قادر إلى سلوكيات وقيم وألفاظ تعمقت فى نفوس شباب وفتيات أمتنا وأمام هذه الحالات المستعصية تقف مجتمعاتنا والأباء والأمهات فرق عدة أولها اكتفى بصب اللعنات على الجيل الحالي ورفع يده للسماء بالدعاء لهم بالهداية أو أخذهم أخذ عزيزا مقتدر ثم ألقى بهم إلى سلة نسيانه واكتفوا ((بعلف)) أجساد أبنائهم بألذ الأطعمة معتقديين أنهم يقومون بدورهم المنوط بهم أما الفريق الثانى فقد اتخذ موقف العداء وأعلن الأحكام العرفية لمصادرة حياتهم حتى تربى أبناؤهم على النفاق والمواراة فمظهرهم فى البيت شيء يخالف كل المخالفة لواقعهم الحياتى ولعل ما تنشره الصحف فى مختلف الدول العربية عن انزلاق ابناء عائلات كبيرة ومحافظة فى دوامات الزواج العرفي والعلاقات المحرمة لخير دليل على ذلك ولا نستطيع أن نتناسى فريق ثالث رفع الراية البيضاء بل وشجع أبناءه على الانغماس فى الحياة الشبابية التى من وجهة نظرهم واقع لابد من الرضوخ له بل منهم من يشجع أبناءه على أن يستغل شبابه فى الحياة (اللارج) مقتنعا بأنهم لابد أن يتخلصوا من عقد وتشديدات الماضى وفى بحر المعالجات السابقة غرقت سفينة شبابنا فى بحر لجى وظلمات بعضها فوق بعض حتى أصبحوا لا يفرقوا بين عدو أو حبيب وأمام هذا الوضع الصعب وعند مفترق الطرق لابد أن نطرح على أنفسنا أسئلة هامة وعلينا أن نجيب عليها فرادى وجماعات والعاقل من شبابنا ومنها الحال الذي وصل إليه شبابنا كيف وصلوا إليه؟ ومن المستفيد من وضعهم الحالي؟ وهل بالفعل قامت أسرنا ومجتمعاتنا بدورها المنوط بها لإنقاذهم بل نقول لإنقاذ مستقبل أمتنا بل هل الحكومات ومؤسسات المجتمع المدنى فى مختلف دول أمتنا استشعرت بمسئوليتها نحو إنقاذ هذا الشباب من حالة التغريب والتيه التى يعيشها ومن هنا علينا جميعا أن نضع أيدينا على أسباب الضياع الذي اغتصب شباب شبابنا ودمره وإيجاد الحلول للخروج من هذا النفق الحالك ظلمته
حقائق وتغريب
وإذا أردنا أن نتعرف على الأسباب الحقيقية لما وصل له واقع شبابنا لابد نعترف جميعا أن هذا ليس من باب الصدفة بل هو مخطط تغريبي دبر له بليل لأن أعداء أمتنا أيقنوا أن قوة أمتنا فى شبابها فهم وقود أى تغير كما أنهم محرك رئيسي فى رفع شأن أمتنا وهذا نبينا الكريم يؤكد على دور الشباب فيقول صلى الله علية وسلم: نصرنى الشباب وخذلني الشيوخ بل لو رجعنا دور الشباب فى تاريخ أمتنا لعلمنا مدى عظمة هذا الدور فهذا أسامة بن زيد يقود جيشا به كبار الصحابة وهذا صلاح الدين يبدأ جهاده منذ نعومة أظفاره وهذا محمد الفاتح يفتح القسطنطينية ولم يبلغ العشرين عاما بل يشهد تاريخ الدولة العباسية أن النهضة العلمية به كانت على يد شباب وهاهم شباب فلسطين يفجرون انتفاضتهم ويتحدون أعتى أليات الحرب فالأمثلة لا حصر لها وقد دفع هذا أعداءنا إلى التخطيط والتدبير لسلخ شبابنا عن هويتة ومنظومة أخلاقياتنا وقد بداوا تنفيذ مخططاتهم منذ الحروب الصليبية ومع بداية تأسيس الدوله الإسلامية فى الأندلس واشتعلت نيرانها مع بداية حركة الاحتلال الغربى للدول الإسلامية فى مطلع القرن الثامن عشر ثم اكتملت فصولها مع هيمنة الأمريكان على العالم فى ظل العولمة اللعينة التى اجتاحت فى وجهها كل الثوابت والقيم كما لابد أن نعترف أن من المسببات الرئيسية للواقع الأليم لشبابنا عزلهم عن ديننا الحنيف ووسطيته المعتدلة البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والإرهاب فهاهم العلمانيون واليساريون يخرجون علينا بدعوات يستهدفون منها إبعاد شبابنا عن التدين بدعوى حمايتهم من السقوط فى براثن الإرهاب بل ويحاولون بمساعدة بعض أصحاب السلطة المتخوفين الذين تمتلكهم فوبيا الإسلام السياسى إغراق شبابنا فى قيم الغرب وفتح الأبواب على مصراعيها أمام التيارات الإباحية متناسين أن فى ذلك هلاك أمتنا ومستقبلها ونحن لسنا ضد الاستفادة من الغرب في تقدمهم فى شتى مجالات الحياة بل لابد أن نكون حريصين كل الحرص على التفوق والتقدم والمنافسة الجادة في المجالات العلمية ولكن ما يحدث هو الانبهار بالإباحية القيمية والحرية المطلقة دون الاستفادة الفعلية بما أنجزه الغرب فى مجالات التكنولوجيا والتقدم كما لابد أن نعترف أيضا بأن معالجتنا لواقع شبابنا بالأساليب سالفة الذكر كانت بعيدة كل البعد عن الصواب فليس بالدعاء فقط وسيل الأماني وعلف الأجساد ومصادرة وكبت حرياتهم أو الانغماس معهم فى غيهم وتشجيعهم عليه - ننقذ شبابنا كما لابد أن نعترف أن غول البطالة والفراغ الثقافي والفن الهابط والإعلام الفاسد والفضائيات الماجنة التى اعتمدت اعتمادا كليا علي فتيات الأجساد العارية فى الكليبات العاهرة كانت من أسباب أعاصير التيه التي اجتاحت فى وجهها العاتى شبابنا بل لابد أن نعترف أيضا أن فقدان شبابنا هويته ووطنيته وانتماءه جعلتهم كأشجار بلا جذور أصبح من السهل أقتلاعها بأضعف الرياح الفكرية التغريبية
مشروع نهضوى قيمي
وليس من المنطق أن نضع أيدينا على أسباب المشكلة مكتفين بمعرفتها لكن علينا أن نضع الحلول المناسبة لإخراج شبابنا من هذا الواقع المؤلم وأرى أن الحل يكمن فى تبنى مجتمعاتنا ومؤسساتها المدنية مشروعا نهضويا قيميا يبعث الأمل من جديد فى شبابنا ويعتمدعلى منظومة قيم ديننا الحنيف بوسطيتة واعتداله حتى نبنى لديهم سياجا عقائديا أخلاقيا يحميهم من التيار الإباحي ولا نقصد هنا الانغلاق وعدم الانفتاح على الآخر بل سنجد - لو وصل شبابنا للتحصن بهذا السياج الأخلاقي - أنهم سينفتحون على نهضة الغرب من أجل الاستفادة منها وأيضا سيسعون للقيام بدورهم فى إنقاذ العالم من أوحال المادية والشيطان وشهوات النفس المطلقة وعلى الآباء والأمهات التقرب من أبنائهم ومشاركتهم فى مشاكلهم وأفراحهم وأحزانهم خاصة فى هذه المرحلة السنية الحرجة التي يكون فيها شبابنا في أمس الحاجة إلى التقويم القائم على الحب والديمقراطية لا بإرهاب الفكر أو مصادرة الرأي بل بلحجة والإقناع والقدوة الحسنة كما لابد أن يتضمن هذا المشروع تعميق فكرة الانتماء والوطنية حتى يكون لدى شبابنا جذور تربطه بتاريخه ووطنه كما علينا جميعا أن نضع نهاية لمسلسل البطالة التى تدفع شبابنا إلى الجحيم خاصة فى الدول النامية وذلك من خلال تكامل اقتصادي بين الدول العربية نستطيع من خلاله استغلال الإمكانيات المعطلة في عالمنا الإسلامي والعربي وتوظيف القوى البشرية المتاحة كما لابد أن يستشعر كل من يعمل فى مجال الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء عظمة دوره فى إنقاذ شبابنا كما علينا جميعا أن نقف صفا واحدا فى وجه أصحاب قنوات العرى والإباحية المسماة بالقنوات الغنائية.
فعلى الكل مسؤليات جسام فى إقامة مثل هذا المشروع الذى هو أمل أمتنا فى إنقاذ شبابنا
بقلم/ هانى صلاح الدين
صحفى مصري مهتم بالشأن الاجتماعي رئيس تحرير موقع أسرتي
ارسل لصديق
إطبع الصفحة

No comments: