Sunday, June 3, 2007

ارفعوا أيديكم عن الصحابة



بقلم هاني صلاح الدين

لقد شهدت الشهور الماضية حملة شرسة علي أصحاب النبي وتاريخنا الإسلامي ورموزه من أصحاب الأقلام المُضللة المعتمدة في استقاء معلوماتها على كتب المستشرقين والعلمانيين الذين عالجوا موضوعات التاريخ الإسلامي بشكل تشويهي أرادوا من خلاله اغتيال تاريخنا وقممه الشامخة, ومما أثار حفيظتي ما تناولته جريدة الفجر المصرية على صفحاتها بقلم كاتب تعود قلمه على أن يقطر سما على كل ما هو إسلامي, فقد قام الكاتب الهمام علي مدار الأسابيع الماضية بالتعرض للإمام البخاري والصحابي الجليل المحدث أبو هريرة رضي الله عنهما متهمهما بالكذب والافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم, وقد ساق هذا الكاتب معلومات في مقالاته لا نعلم من أين أتي بها, وحاول أن يفرضها كمسلمات علي القراء رغم أنها تخالف في مجملها كل أمهات كتب التاريخ الإسلامي وعلم الحديث, ولن أخوض في تفاصيل هذه الافتراءات التاريخية أو مايخص الحديث لأن لها المتخصصون الذين سيردون عليها لكن ما سأتعرض له يخص ما استنتجته من أهداف خبيثة استترت خلف كلمات هذه الحملة ومنها :

إن أمثال هؤلاء الكتًُاب حاولوا استغلال السطحية المعلوماتية لدى شباب الأمة بتاريخهم وبدأوا من خلال حملتهم المنظمة إحلال منظومة معلوماتية مغلوطة عن رموز أمتنا وعلي رأسهم الصحابة من أجل فقد القدوة لديهم واستبدالها بنماذج علمانية أو شيوعية (بمقاييسهم الخاصة)

كما استهدف هؤلاء المضللون رموز الحديث من أمثال أبي هريرة (صاحب أكبر رصيد في رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم) والبخاري (صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم) من أجل التشكيك في السنة ومصادرها ساعين إلي ضرب الثوابت في السنة المطهرة رافعين شعار (إذا كذب المُحدِّث فالحديث أكذب) آملين أن ينفذوا مخططاتهم في ظل الموجة العاتية العالمية في محاربة الإسلام والمسلمين

الخطير في الأمر أن هؤلاء الكتٌُُاب يحملون أسماء إسلامية ويلبسون ثوب الدفاع عن الإسلام سالين سيوفهم في وجه من يخالفهم مكيلين لهم عشرات التهم المليئة بها قاموس الإرهاب مثل الغلاة والمتشددين والإرهاب الفكري ومصادرة الإبداع... وغيرها وبذلك نجح أعداء الأمة في إيجاد صف جديد يحملون رايات التغريب من بني جلدتنا دون الحاجة لهجمة جديدة للمستشرقين
كما نلاحظ بين ثنايا هذه الحملة الشرسة استهداف اليقظة والفكر الإسلامي الذي يجد قبولا كبيرا في المجتمعات الإسلامية ومحاولة قطع أوصاله عن طريق ضرب مصادره العلمية مستغلين محاربة الأنظمة للإسلام السياسي مستفيدين من حالة الصمت الذي تعيشه المؤسسات ألإسلامية وعلي رأسها الأزهر

كما نلاحظ أيضا أن مثل هذه الحملات تؤسس لهيمنة الفكر العلماني بمنظومته الفكرية وذلك من خلال استئصال واقع الأمة عن ماضيها حتى يسهل علي أصحاب هذا الفكر الإجهاز علي الرأي العام وتشكيله علي هواهم ومن ثم يلوذون بفريستهم بعيدا عن دعوات أصحاب الثوابت والقيم -المحاصرون فكريا- في معظم الدول الإسلامية

كما يتضح لمتتبع هذه الحملات أن الذين يقومون بها بعيدون كل البعد في تخصصاتهم عما يطروحه من قضايا وأنهم يغرقون في جهل عميق وأكبر دليل علي ذلك مايسوقونه في مقالاتهم من أدلة تخالف ما أجمع عليها علماء الأمة من السلف والخلف كما أنهم يخالفون بذلك دعواتهم المستمرة بترك التخصص لأهل التخصص فعندما تراجع مواقف هؤلاء تجدهم دأبوا دائما علي مطالبة المتحدثين في الإسلام بتركه للعلماء ولكن عندما تستوجب الحاجة يقومون بدور العالم والخطيب والجهبذ في علم الحديث والأعلام ويرتدون عمائم المشايخ مدعين لأنفسهم الدور التنويري!

ولا يفوتونا في النهاية أن نستنكر الصمت الذي يحيط بمؤسساتنا الإسلامية تجاه أمثال هؤلاء الطاعنين فى سب الصحابة وأعلام الأمة فأين دورهم في الدفاع عن الإسلام كما أهيب بمؤسسات المجتمع المدني التصدي لأمثال هؤلاء فليس من مصلحة أحد أن نفقد ثوابتنا وهويتنا وأن نرضخ لهوية علمانية أو شيوعية
* صحفي مصري ورئيس تحرير موقع أسرتي. كوم

1 comment:

محمد حمزة said...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
أستاذي الفاضل ، هذه هي حقيقة الصراع ، نعم إنه صراع بين الحق ورموزه من جهه وبين الباطل ورموزه من جهة أخرى .
والحرب على الصحابة إنما هي في حقيقتها حرب على الإسلام كله ، لأن الإسلام ما وصل إلينا إلا عن طريق الصحابة ، إنها حرب تحطيم الرموز ، والدور الآن على شباب الإسلام والعلماء والدعاة لصد هذا العدوان ولدفع تلك الهجمة ، فلم يعد للحكام دور في هذا الباب .
يذكر أنه في القديم كان علماء الحديث يستعينون بالحكام على من يروون الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنّ الزمان غير الزمان.